تعديل

الثلاثاء، 1 مايو 2018

مظاهر الضّعف العامّ في اللّغة العربية


          تناولنا علي مدي أربع مقالات  سابقة  ( كيفية كتابة مذكرة قانونية ) تكون ما لها من التأثير القوي لأي جهة تقدم إليها وخاصة القضاء ـ تستطيع متابعتها في الصفحة ـ تناولنا في البداية المهارات الواجب توافرها في المحامي لكي يكتب مذكرة ـ ثم تناولنا في المقالة الثانية  المذكرة المدنية ـ وفي الثالثة المذكرة الجنائية ، ثم عرضنا للأخطاء اللغوية التي نقع فيها كمحامين  .. واليوم موعدنا مع المقالة الأخيرة ..

         كثير ما تواجه العديد من المحامين صعوبة في صياغة المذكرات القانونية وصحف الدعاوي .. وهو يعد نتيجة للضعف العام في اللغة العربية .. وهو سبب لا يواجه فئة المحامين وحدهم بل يواجه العديد من الفئات الأخري .. حتي أنه قد يواجه معلمي اللغة العربية نفسها .. ويعنينا في هذا المجال إبراز مظاهر الضعف لكثير من المحامين في لغتهم العربية  ، ما ينجم عنه ضعف وركاكة في صياغة المذكرة وكذا صحف الدعاوي ..

مظاهر الضّعف العامّ في اللّغة

ـ أولاً في المجال المكتوب:
*  الجهل بقواعد الإملاء ومصطلحاته:
 الجهل بالقواعد الصّرفيّة الواضحة الّتي يتلقّاها المتعلّم عادةً في مرحلة التّعليم الإعداديّة أو الثّانويّة، من ذلك قولهم على سبيل المثال : دعيْت بدلاً من دعوت، واستمرّيْنا بدلاً من استمررنا، ومُصان بدلاً من مَصون

*الجهل بقواعد النّحو العربيّ :
جهلاً عمّت به البلوى حتّى أصبح ملازماً للكتابة إلاّ فيما ندر، فنصبوا المرفوع وجرّوا المنصوب، ولم يفرّقوا بين حالات الإعراب للمثنَّى وجمع المذكّر السّالم، وكتبوا الأعداد بالحروف كتابةً غريبة مخالفة للقواعد المرعيّة، ولم يعرفوا للصّفة أحكاماً، ولم يميّزوا بين النّكرة والمعرفة، وغير ذلك ممّا يطول الكلام فيه ولا نستطيع  له حصراً.
*كثرة الأخطاء اللّغويّة الشّائعة المخالفة للمسموع من اللّغة وأصولها الثّابتة  :
من ذلك ، قولهم :  وريث بدلاً من وارث، والمبروك بدلا من المبارَك، و"لا يجب.." بدلاً من "يجب ألاّ.."، "وسوف لا"بدلا من "لن"، إلى آخر القائمة الطّويلة من الأخطاء اللّغويّة الشّائعة.

*الجهل بمعاني الأدوات اللغويّة ووظائفها :
 بحيث تُستْعمل استعمالاً اعتباطيّاً لا تُراعَى فيه دقة توظيف الأداة ؛ كعدم تفريقهم بين : "إذاو"إن" الشّرطيّتين، و"لم" و"لما" الجازمتين، وحرفي الجواب "نعم" و"بلى"، وكاستعمال أداة التوكيد في موضع لا يقتضي التوكيد، وسوء استعمالهم لـ"أحد" و"إحدى" في مثل قولهم: إحدى المستشفيات وأحد المدارس
* عدم السّلامة في الأسلوب، وتركيب الجمل تركيباً يَنِمّ على التّكلُّف، وغلبة الرّكاكة والسّماجة والبعد عن جماليّات اللّغة، حتى إنّ الكلام المكتوب يهبط في أحيان كثيرة إلى مستوىً يقربُ من العامّيّة، أو يتسم بالجفاف الّذي لا يهزّ مشاعر ولا يُحدث في النّفوس الأثر المطلوب.
* إهمال علامات التّرقيّم من فاصلة وقاطعة وشارحة وغيرها إهمالاً تامّاً يُرْهق قارئ الكلام المكتوب في فهم معانيه، ويُصعِّب عليه إدراكَ علاقات الكلمات والجمل بعضها ببعض، ومعرفة النّهاية للكلام والبدء بكلام آخر. وبعضهم يستعمل علامات الترقيم استعمالاً خفيفاً، ولكنه يسئ وضعها في أماكنها الصّحيحة؛ فيضع الفاصلة موضع القاطعة وبالعكس، ويضع علامة التّعجّب مكان علامة الاستفهام.

ـ ثانيا في مجال المسموع:

* تشترك المجالات المسموعة مع الكتابة المقروءة في كل ما ذكرناه من الأخطاء الصرفية والنحوية، والأخطاء الشائعة، وركاكة الأسلوب، وعدم الترابط والانسجام بين الجمل، إلى آخر ذلك. إلا بعض الأخطاء لا تظهر في الكتابة بسبب عدم شكل الحروف عادة، ولكنها تظهر عند النطق. فمثل:دعوا، نَسوا، يسعون، أنتِ تحظين، المتوفون، المصطفَيْن، لا يتبيّن الخطأ فيها إلاّ عند نطقها،
* القضاء تقريباً على النّطق الصّحيح للذّال والثّاء والظّاء، حيث تُنطق الذّال دالاً والثّاءُ سيناً والظّاء ضاداً. ويزيد البعض في بليّة طمْسِ الذّال والثّاء والظّاء بطمس الطّاء الّتي انقلبتْ في ألسنتهم إلى تاء، وطمس الضّاد الّتي ينطِقْنَها دالاً.
* سوء الإلقاء، وعدم انسجام طريقة الأداء الصّوتيّ مع مفهوم الكلام .
المحامي يجب أن يكون دراساً لقواعد اللغة العربية مصطلحاتها وقواعدها الصرفية و المعني اللفظي للكلمات الدارج إستعمالها في مجال القانون .. وإستعمال الكثير من الكلمات ذات أكثر من معني في حال تطلب ذلك ليترك المجال فسيحاً أمام المتلقي وليضعه في المأزق الذي يريد ، وفي حال آخر يجب إستعمال اللفظ الذي لا يقبل أكثر من معني ..
فصاحة المحامي  تتطلب منه إجادة اللغة علي النحو ذكرنا .. حتي لا يظهر ضعيفاً أمام المتلقي .. بل إجادة إستعمال الألفاظ  هي أول درجات نجاحه في مذكرته أو مرافعته ..
أتمني من الله تعالي أن أكون قد وفقت في عرض سلسلة كيفية كتابة المذكرات القانونية .
                                                                                          والله ولي التوفيق

اشخاص شاهدوا الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 إليكم مقتطف من كتابنا الاول ( الاسم التجاري ــ مواعيد إجراءات المرافعات المدنية والتجارية ــ الاسم العلمي للكتاب : الحيز الزمني للعمل الاجر...