الصوريــــــة( تعريفها ـ وأنواعها )
لا
شك أن الصورية أصبحت تحتل مكاناً بارزاً في العمل ، وكثرت القضايا والمنازعات التي
تجد فيها التصرف الصوري محورها ونقطة الإنطلاق في الدعاوي والمنازعات المدنية ..
ولذا سنتناولها بنوع من الإختصار بيحيث
نفتح الباب لزملائنا الأعزاء للقراءة في هذا الموضوع الشيق الذي ما أن تبدا في
دراسته حتي تنهيه شغفاً وحباً للإستطلاع فهو موضوع مستفز لكل عقلية قانونية ومن
خلاله يفتح الباب للعديد من الموضوعات المتصلة والمتعلقة به .
تعريف الصورية :
هي
اتفاق طرفين التصرف القانوني ـ المتعاقدين ـ على إخفاء إرادتهما الحقيقية تحت شعار
مظهر كاذب أو إخفاء عقد ما تحت ستار عقد آخر . أو هي اصطناع مظهر كاذب لإخفاء تصرف
حقيقي .
فقد يلجأ المتعاقدان إلى إخفاء حقيقة تصرف قانوني تم إبرامه بهدف الاحتيال على أحكام القانون ، مثل إخفاء الهبة تحت ستار البيع ، لأن رسوم الهبة أعلى من رسوم البيع .
فقد يلجأ المتعاقدان إلى إخفاء حقيقة تصرف قانوني تم إبرامه بهدف الاحتيال على أحكام القانون ، مثل إخفاء الهبة تحت ستار البيع ، لأن رسوم الهبة أعلى من رسوم البيع .
و قد يلجأ
المتعاقدان إلى إخفاء حقيقة تصرف قانوني تم إبرامه بهدف الإضرار بالضمان العام
للدائنين.
أنـواع الصـورية
الصورية نوعان : مطلقة ، و نسبية :
أ ـ الصورية المطلقة
:
و هي
تتناول
العقد ذاته ، فيكون العقد الظاهر لا وجود له في الحقيقة ولا تتضمن الورقة المستترة
عقداً آخر حقيقياً يختلف عن العقد الظاهر.
ب ـ الصورية النسبية :
وهي
التي تتناول نوع العقد أي تكييفه ـ أي هي التي تصور عقداً ظاهراً يستر عقداً آخر خفياً
مغايراً له في بعض نواحيه .
فيقصد
بها إخفاء حقيقة التصرف المتعاقد عليه بين المتعاقدين ـ أي نكون أمام تصرفين : أولهما ظهر التصرف الظاهر و هو التصرف الصوري ، و الثاني مخفي و هو التصرف
المستتر .
كالهبة في صورة عقد بيع ظاهر بقصد التهرب من أحكام
الرسمية . أو البيع في صورة هبة لحرمان الشفيع من طلب الشفعة .
وللصورية النسبية صور عديدة منها : صورية بطريق التستر ـ
وصورية بطريق المضادة وصورية بطريق التسخير . ونتناولها بإختصار مبسط فيما يلي :
* الصورية النسبية بطريق التستر : (( وهي تتناول طبيعة العلاقة القانونية ))
فتكون
الصورية النسبية بطريق التستر إذا انصبت الصورية علي نوع العقد ، فيستر
المتعاقدان عقداً حقيقياً بعقد آخر صوري مختلف عنه في النوع ، ويقصد بنوع
العقد طبيعة التصرف القانوني الذي يتضمنه العقد " كأن يكون مثلاً عقد بيع أو عقد هبة ... إلخ "
ومثال الصورية بطريق التستر وجود عقدين الأول
حقيقي والثاني صوري مثلاً : العقد
الحقيقي عقد هبة ، والعقد الصوري عقد بيع
* الصورية النسبية بطريق المضادة : (( تتناول بعض شروط العقد وأركانه ))
وتكون
الصورية بطريق المضادة إذا انصبت علي شرط من شروط العقد ومثال ذلك أن يذكر
بالعقد الظاهر أو الصوري ثمن محدد حال أن الثمن أعلي من ذلك ، تخففاً من رسوم
التسجيل ، أو ثمن أكبر من الثمن الحقيقي توقياً من الأخذ بالشفعة ، ويحتفظ
المتعاقدان بسند مستتر هو ورقة الضد يذكر فيه الثمن على الحقيقة
* الصورية النسبية بطريق التسخير : (( وهي تتناول شخصية أطرافها ))
تتحقق
الصورية بطريق التسخير إذا انصبت علي شخوص المتعاقدين ، بمعني أن العقد
الصوري يتضمن أشخاص محددة هم أطراف العقد
الصوري ، أما العقد الحقيقي فيكون بأشخاص مختلفة، و الغاية من الصورية
بطريق التسخير هو التغلب علي مانع قانوني يحول دون إجراء التصرف القانوني ، مثال : المانع القانوني
أن القانون يحول بين بعض
الأشخاص والتعامل في أموال معينة كمنع
القضاة والمدين والمحضرين والمحامين الوكلاء من التعامل بالشراء في الأموال
التي تخضع للبيع بنظام المزايدة طبقاً لنص المادة 471 من قانون المرافعات المدنية
والتجارية ، فيلجأ الشخص إلى تسخير آخر لإتمام عملية المزايدة باسمه .
* الصورية بطريق الإستعارة : (( وهي ترد علي شخص أحد المتعاقدين ))
يقصد
بها إخفاء شخصية أحد المتعاقدين يحت إسم
شخص آخر يظهر في العقد بدلاً منه فينعقد العقد بين المتعاقد الحقيقي والغير الذي
يظهر إسمه بدلاً منه في العقد دون أن يعلم الطرف الآخر في العقد ـ وهي صورة من صور
الوكالة يعير فيها الوكيل إسمه إلي الموكل في التصرف الذي يبرمه لصالح الأخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق